الجهاز العصبي :واحد بل أكثر الأجهزة تعقيداً في الكون وهو هبة الله الأعظم للإنسان والذي ميزه به عن سائر مخلوقاته والذي مازال يدهشنا بوسائله وآلياته ومن ضمنها الألم ( Pain).
الألم ميكانيكية ورد فعل من الجهاز العصبي لإخبارنا بأن هناك مشكلة تضر الجسم مثل إرتفاع ضغط الدم أو الجوع أو مشاكل في الإبصار (الرؤية) أو أورام أو أمراض عضوية متعددة أو كذلك مشاكل نفسية مثل التوتر والقلق.
ولكن ماذا لو أن الألم هذا ألم لا رابط له ولا صلة له بمُسبِب أي شعور بألم قد يتفاقم ويسوء ويستجيب له مريض ويشتكي بسببه ولكن العجيب أن الطرف أو المنطقة التى تشكو منها بمشاعر الألم غير موجودة!
وكيف لا توجد تلك المنطقة التي لا يشعر بها المريض بالألم؟!
في بعض الحالات مثل تعرض شخص لحادث أو أمراض في مراحلها المتقدمة للأوعية الدموية (الغرغرينا ) مثل مرضى السكري المهملين لحالتهم الصحية أو بعض الإلتهابات أو بعض التشوهات الخلقية مما يستلزم البتر (Amputation) بمعنى قطع للطرف المصاب حمايةً لباقي الجسم او لتحسين وظائف الجسم.
فيشكو بعض المرضى بعد عملية البتر بشعور غريب ألا وهو تنميل وألم في الطرف المبتور الذي لم يعد موجودا بل أنه يشعر بأن طرفه المفقود مازال موجودا في حالة تسمى بالألم الوهمي أو ألم الطرف الشبحى ( Phantom limb pain ).
قد تظن أنها حالة نادرة لكنها حالة معروفة ونسبتها ليست بالقليلة بنسبةٍ تتراوح من ٧٢ : ٨٤ ٪ بعد العملية بفترة قصيرة قد تصل لأسبوع، وتترواح نسبة التعرض من ٦٧ : ٩٠٪ بعد عملية البتر ب ٦ أشهر تقريبا.
مصطلح "أطراف الاشباح " قد صيغ لأول مرة من قبل طبيب الأعصاب الأمريكى سيلاس وير ميتشل في عام 1871.
وصف ميتشل "أن الاطراف لها ارواح تطارد العديد من الجنود الذين خسروا اطرافهم، بين الحين والآخر وتعذبه " في 1551، سجل الجراح العسكري الفرنسي أمبرواز باري وثائق الأولى من ألم الاطراف الشبحية عندما ذكر أنه " أن المرضى، بعد فترة طويلة من إجراء البتر، يقولون أنهم لا يزالون يشعرون بألم في الجزء المبتور".
السبب لهذا الألم الوهمي غير واضح، ولكن يعتقد أن مصدره النخاع الشوكي والدماغ، ويعتقد العديد من الخبراء أن الألم الوهمي يمكن تفسيره جزئيًا كإشارات مختلطة من الدماغ بمعنى : أنه بعد عملية البتر فقدت مناطق المخ والحبل الشوكي الإشارات العصبية القادمة ( أية إحساس ) من المنطقة المبتورة نتيجة لفقد (قطع) الأعصاب (مع عملية البتر الخاصة بالطرف المبتور) التي ترسل معلومات وإشارات عن حالة الطرف للمخ والحبل الشوكي فنتيجة لعدم الشعور والإحساس وفقد هذا الجزء من الجسم يشعر الجهاز العصبي بأن هناك شيئا ما خاطئ فيستجيب بالشعور بالألم، ويكأنّ المخ إفتقد الإحساس بذلك الطرف المفقود منه فأوهمك بالشعور به والشعور أنه يؤلمك وهناك نظريات أخرى تفسر تلك الحالة.
يستحضرني ذلك حديث رسولنا الكريم ﷺ: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعليقات
إرسال تعليق