في القارة القطبية الجنوبية حيث موطن بطاريق الامبراطور تحدث ملحمة عظيمة ليس لها مثيل علي الإطلاق
بعد أن تضع انثى بطريق الامبراطور بيضة واحدة تمررها الي الأب الذي يتولي حملها علي قدميه مدة شهرين كاملين، وخلال هذه الفترة تذهب الأم الي البحر للتزود بالطعام، أما ذكور البطاريق فتعتمد بشكل كلي علي الغذاء المخزن داخل جسدها
لكن كيف تستطيع البطاريق تحمل درجة حرارة المياه المنخفضة للغاية ؟!
يعتبر جلد البطاريق الاكثر كثافة بين جميع الطيور، ويتكون من ريش متعدد الطبقات وطبقة شحمية كثيفة تمنع البطاريق من التجمد (مثل معطف الفرو الذي ترتديه) بالإضافة لوجود مسامات دقيقة تفرز مادة زيتية تعمل كعازل طبيعي للمياه، وتمنع تجمّد هذا الريش، بحيث يساهم بالحفاظ على درجة حرارة ثابتة للجسم تصل إلى 38 درجة مئوية داخل المياه الجليدية
ولكن علي البر لا يمكن لهذا الجلد السميك تحمل العواصف الجليدية الشديدة
هنا تأتي قدرة الله عز وجل
تتجمع البطاريق مع بعضها البعض في كتلة واحدة مما يؤدي إلي احتفاظها بحرارة الجسم اطول فترة ممكنة
الأمر ليس عشوائياً علي الإطلاق ..
بعد حصول البطاريق التي في وسط التشكيل علي درجة الحرارة اللازمة، تنتقل الي الأطراف الأكثر عرضة للعواصف الثلجية، وذلك لإفساح المجال لإخونها في التشكيل للحصول علي نصيبها من الحرارة
خلال هذه الفترة تتولي الذكور حضانة البيض عن طريق حمله فوق قدميه
لكن كيف يمكن لذكر البطريق الاحتفاظ بحرراته قدميه العاريتين طوال هذه المدة رغم أنها تلامس الجليد مباشرة ؟!
بالإضافة إلي سماكة جلد القدم يستطيع البطريق التحكم في معدل تدفق الدم إلى القدمين عن طريق تغيير قطر الأوعية الدموية، حيث ينخفض تدفق الدم داخل الشرايين، مما يؤدي إلي احتفاظ البطاريق بدرجة حرارة في أقدامها أعلى من درجة التجمد بدرجة أو درجتين مما يقلل من فرصة فقدان الحرارة وتجنب الإصابة بلسعة الصقيع !!
انتظر فهناك المزيد
يقوم ذكر البطريق بتقليب البيضة بين قدميه وذلك لتوزيع درجة حرارة البيض بشكل صحيح حتي موعد الفقس
في نهاية المطاف يفقد الذكر حوالي ثلث وزنه في هذه العملية المرهقة للغاية، وقبل فقس البيضة بيوم او يومين تعود الانثى لتستقبل الصغار، اما الذكر فيتوجه مباشرة الي مياه المحيط للحصول علي غذاؤه
سيقضي الأب حوالي ثلاثة إلى أربعة أسابيع يتغذى في البحر ، ثم يعود إلى رفيقته، وبعد العودة يتناوب الزوجان على رعاية طفلهما الصغير ، وإبقائه دافئًا وإطعامه الكريل والأسماك والحبار حتي يصبح قادراً علي رعاية نفسه
تعليقات
إرسال تعليق